الأحداث الأخيرة في مدینة آزادشهر وفضفاضیة بعض المسؤولين حولتها إلى أزمة ، وهو أمر مؤسف لأي شخص مهتم بوحدة إيران والمسلمين. من الواضح لا تجوز إهانة معتقدات أي طائفة أو جماعة ولا يقبلها أي عاقل وعادل ولكن يجب أن نرى ما هو تعريف السب أو الإهانة أو الجريمة؟ وهل تؤثر نیة الشخص في تشخيص الإهانة أم لا؟ حسنًا ، إذا كان من المفترض أن يكون هناک فعلًا ورد فعل ، خاصة في الأمور الدينية ، فإن مثل هذا الإجراء غير مسموح به على الإطلاق ، لأن مؤشر التقییم في الإسلام هو أولاً وقبل كل شيء الأخلاق ، والرذائل الأخلاقية ليس لها وزن أو قيمة في موازين الدين. ليس من الحكمة إثارة تعلیق علی النصوص التأریخیة في بلدة صغيرة واستخدامه ذريعة لتصفية حسابات شخصية أو دينية ولیس من الحکمة القیام بمثل هذه الردود للأفعال؛ إذا كان من المفترض أن نحاکم كل راوٍ أو کاتب بسبب کلماته وکتاباته، فيجب محاكمة العديد من رواة وکتّاب السنة والشيعة وكتب الأحاديث. لأن هذه الكتب وردت فيها إهانات مخالفة للقرآن والعقل السليم والأخلاق التي لا أرى ضرورة لذكرها.
لكن المقصود في هذا المقال هو الترکیز علی الأحداث الأخيرة في منطقة الصحراء التركمانية ، والتي حدثت بعد خطبة الجمعة التي ألقاها المولانا کرکیج ومثل مئات الخطب الأخرى ،کان يمكن تجاهلها ونسيانها بعد أسبوع. ولكن للأسف بعض الناس الذين لم يعرفوا من أين يتلقون أوامرهم أو لصالح أي جماعة یعملون، أثاروا هذه القضية وأزعجوا أذهان بعض علماء الشيعة والمسؤولين وحققوا أهدافهم في خلق الأزمة.
لكن السؤال هو ، هل كان من الضروري التدخل السریع للمسؤولین في هذا الأمر وإضفاء الجو الأمني علی المنطقة وإعفاء إمام الجمعة الذي كان إمام الجمعة لأكثر من عدة سنوات وله مكانة خاصة بين السكان المحليين من الشيعة والسنة؟ لم يحل المشكلة فحسب ، بل جعل القضیة أسوأ وأکثر صعوبة ورش المزيد من الملح على الجرح ، لأن معارضة المولانا کرکیج لتهریب الغابات ومصنع الأسمنت وتدمير المناطق السياحية تم إحياؤها مجددا من قِبل بعض المسؤولين.
لكن الأسوأ والأكثر إثارة للاشمئزاز والأكثر كارثية هو وضع المولانا کرکیج أمام الشاشة ، وأخذ الاعتراف ووضع ورقة وكتابة أمامه ، وإجباره على قراءتها لدرجة أن کل شخص یفطن أنه أکره بقراءتها وهي تذکرنا بحالة آية الله خويي أمام صدام حسین و آیة الله شريعتمداري حیث أجبرا علی الاعتراف في أیام الشيخوخة وفي النهاية أنهیا حياتهما بذكريات سيئة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
هل یستحق إجبار المولانا کرکیج على قراءة بيان دون موافقته بعد سنوات من خدمته للقرآن والسنة والنظام وأهل المنطقة والبلد بینما یعاني من العديد من الأمراض والشيخوخة؟
هل لوحظت نصيحة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في احترام موقف العلماء؟ ألا يعلمون أن لحم العلماء سام؟
هل يعرف من أطاح بالمولانا کرکیج من منصبه أو عامله بهذه الطريقة أي بذور من الكراهية والفتنة زرعت في المنطقة وبين أهل السنة؟ يبدو أنه من أجل مصلحة النظام الإسلامي والوحدة الإسلامية ، من الأفضل للمسؤولين التراجع عن الإجراءات المتخذة وإعادة المياه المنسکبة إلى مجاریها وعدم السماح للمستغلین والمتاجرین في اسختدام القضية لصالحهم.
إِنَّ النصائحَ لا تخفَى مَناهِجُها / على الرجالِ ذوي الألبابِ والفهمِ