لیس من السهل أن تقوم بالکتابة عن کبار الرجال خاصة حین تکتب عن أستاذ بارز أدیب باحث قرآني منحدر من عائلة شهیرة کعائلة "شعار" بمدینة تبریز من أبرز المدن الترکیة وهو الأستاذ الحاج مصطفی شعار. وحین بدأت الکتابة تذکرت ما أنشد مجنون حینما کان یرید أن یکتب للیلی:
خیالکِ في عیني واسمکِ في فمي          وذکرکِ في قلبي إلی أین أکتب؟ وقبل کتابة مقالي هذا کأصغر طالب للأستاذ شعار قد قام الأستاذ بهاء الدین خرمشاهي الباحث القرآني بکتابة السیرة الذاتیة للأستاذ الفقید في المجلد الثاني من کتابه موسوعة القرآن وهکذا في المجلد الثاني من کتاب الدراسات القرآنیة الطبع الجدید وأشار إلی فضائله وأعماله القرآنیة. وکان والده الحاج علي أکبر شعار من رجال الأعمال والمسوقین الشهیرین في مدینة تبریز وکان رجلا عالما بالقضایا الاجتماعیة أمینا بین الجمیع ساعیا لحل مشاکل الناس فضلا عن إلمامه بالعلوم الأدبیة والدینیة واستیعابه لها.

وکانت أمه الحاجیة سریة حمزه زاده النخجواني ومن بین خدماتها الجلیلة یمکن الإشارة إلی إهدائها المکتبة القیمة لمحمد آقا النخجواني إلی مکتبة تبریز الوطنیة وکانت من أقارب الفقید النخجواني.

وهذه الأم الخدومة التي ربما لا تعلم الکتابة والقراءة بذلت قصاری جهدها في تربیة أبنائها وثمرة هذه التربیة والعنایة الجیدة عدد من الأبناء الذین لهم سمعة طیبة في المدینة بل في مستوی البلاد. وقد سمعت مرارا من الأستاذ مصطفی أن عمه الفقید المفسر للقرآن الکریم میرزا یوسف شعار هو من أبرز أساتذته وقد أخذ منه تفسیر القرآن ونهج البلاغة وآیات الأحکام وقواعد الصرف والنحو وکان یقوم أحیانا بتدریس نهج البلاغة لتلامیذه عند الأستاذ وفقا للتقالید الدرسیة آنذاک.

التحق الأستاذ مصطفی بکلیة الآداب بجامعة تبریز بعد حصوله علی العلوم الدینیة وإلمامه بالقواعد العربیة وتفسیر القرآن الکریم وکان دخوله للکلیة متزامنا مع فترة کان یدرس في قضاء تبریز عدد من أکابر العلماء والأدباء وقد تلقی العلم عن أساتذة جلیلة کالأستاذ السید حسن قاضي الطباطبائي والأستاذ أحمد ترجاني زاده الذي تعلم منهما الأدب العربي والأستاذ منوچهر مرتضوي الذي تعلم منه الأدب الفارسي وعدد من الأساتذة الآخرین واستفاد منهم کثیرا.

شغفه الکثیر بالغة العربیة وآدابها وحبه للتفسیر دفعه إلی البحث في اللغة العربیة وآدابها حتی قام بتحریر بعض الکتب المطبوعة في هذا المجال فضلا عن إتقانه التام للمحادثة بهذه اللغة وبعد ذهاب عمه إلی طهران تعهد مع أخیه محمد حسین شعار بإدارة حلقاته الأسبوعیة للقرآن الکریم ونهج البلاغة والقواعد العربیة وأن هذه الحلقة لا تزال قائمة وقد کانت ولم تزل مصدر خیر کثیر للشباب ولطلبة العلوم القرآنیة.

وبعد انتصار الثورة الإیرانیة استدعته جامعات من مدن تبریز وأهر ومرند وجامعة الشهید مدني بآذربایجان للتدریس في مرحلة البکالریوس والماجستیر والدکتوراه وقد عمل بها مدرسا قرابة 15 عاما وکنت أحد طلبته في تلک الفترة وقد قرأت علیه في المرحلة الماجستیر في جامعة الشهید مدني نصوص النظم والنثر العربیة وللأسف الشدید مرت تلک الأیام مر السحاب.

ومن آثاره الجامعیة الخالدة کتاب القواعد العربیة لجامعة بیام نور وقد طبع مرارا. وهذا الأستاذ الکبیر لا یمکن وصفه في مقالة أو مقالتین حتی في کتاب ویکفینا أنه ترک آثارا قیمة في مجال الدراسات القرآنیة والتفسیر الموضوعي للقرآن الکریم ومن أبرزها "المرأة من منظر القرآن والرسالة" وقد قام بتألیفه بمساعدة أخیه.

أشکر الله تعالی علی أن رزقنی مصاحبة هذه العائلة الکبیرة خاصة الأستاذ البارز الحاج مصطفی شعار وکنت علی التواصل معه وأسأله مسائلي وکان لنا أسوة في حل ما تواجهنا من مشاکل في مجال اللغة والأدب العربي وعونا لاستکشاف الدقائق القرآنیة حیث لن أستیطع أن أشکر له حق الشکر لهذه النعمة العظیمة.

في وصف معالیک معاني تناهت         أفدیک بنفسي ومعادیک فدائي