ولد الشیخ عبد الرحیم خطیب سنة 1324 هـ في مدینة بندرعباس؛ کان والده سید أحمد قاضي من سادة قریة کیاهدان بجزیرة قشم ووالدته فاطمة شیخ محمود من بنات مشایخ درکهان بقشم.

قد انتقلت أسرة والده إلی بندرعباس قبل سنین وقطنوا فیها وکان والده من موثقي المدینة وکان له سمعة في شؤون القضاء وقد تولی القضاء الشرعي وإمامة الجمعة لمدینة بندرعباس لبرهة من الزمن. انتهی الشیخ خطیب من فترة التعلیم الإبتدائي في مدینة بندرعباس وحرضه والده لتعلم العلوم الدینیة نظرا لذکائه العالي وأرسله إلی جزیزة قشم وبدأ دروسه في مدرسة إسماعلیة تحت إشراف الشیخ محمد إسماعیلي ثم واصل الفترة التالیة في مدرسة کمالیة عند الشیخ زکریا کمالي.

ثم ذهب إلی مدینة بندرلنکه لیواصل دراساته في مدرسة رحمانیة (سلطان العلماء) وهي من أعظم المدارس آنذاک وأحسن سمعة في المنطقة وعکف علی العلامة الشهیر الشیخ عبد الرحمن خالدي المشهور بسلطان العلماء وأخذ منه الأصول والمنطق والحدیث والصرف والنحو والبیان ثم بدأ بدارسة العلوم الشرعیة ونال بدرجة الإفتاء والاجتهاد من عند سلطان العلماء.

وبعد فترة من الزمن عاد إلی مسقط رأسه بندرعباس بذخیرة وافرة من العلوم والمعارف وتولی منصب إمامة الجمعة في المدینة بعد رحیل والده وأسس أول مکتب لتسجیل الزواج والطلاق في المنطقة ویظل یواصل مهمته حتی انتهاء عمره والمسلمون من سنتهم وشیعتهم کانوا یراجعونه لشؤون الزواج والطلاق ولتسویة منازعاتهم.

بعد أن أسس الشیخ ضیائي رحمه الله المدرسة الدینیة في مدینة بندرعباس سنة 1403 عمل الشیخ خطیب مدرسا في المدرسة وکان یدریس علوما مختلفة کالفقة والتفسیر والحدیث والصرف والنحو لعامة الناس والطلاب ولأئمة الجماعات. ومع شغله في مکتب تسجیل الزواج والطلاق ومهمة التدریس، کان یقوم جدا بمعالجة مشاکل الناس والتصدي للقضایا الاجتماعیة وکلما اقتضت الحاجة یقوم بتوجیه الناس وإرشادهم ویدعوهم إلی العمل بالشریعة وکان یحارب کلا من أقسام البدع والضلالات والأفکار المناوءة للدین بصرامة وجدیة.

وکان الشیخ خطیب شخصیة یتحلی بالتواضع والکرم وکان یوقر الناس کثیرا ویسمح للطلاب المبتدئین أن ینتقدوا ویبرزوا معتقداتهم وکان شجاعا في الذوذ عن الحق وکان یؤدي شؤونه الشخصیة بنفسه ولا یفرض آرائه علی أحد حتی أقربائه أو أفراد أسرته. إن سلوکه الحسن وأخلاقه الحمیدة أصبح نموذجا للطلاب والناس؛ کان یحاضر في اجتماعات الشعب وفي ضیافاتهم وما کان لدیه أي شعور للانفصال عن الشعب.

إن رغبته الزائدة لدراسة الکتب الفارسیة والعربیة أدی إلی أن یصبح رجلا ذا خبرة ومهارة في النصوص الفارسیة والعربیة وأشعارها حتی أصبح مهیمنا علی قواعد اللغة الفارسیة والعربیة والصرف والنحو ومن ثم استطاع أن یؤلف کتبا کثیرة دینیة وتاریخیة حتی یستفید منها محبي التاریخ والعقیدة.

مع ذلک أنه کان خطیبا وإمام جمعة لمدینة بندرعباس منذ عدة سنوات قبل الثورة الإیرانیة حتی نهایة عمره وکان یقوم بتوجیه الناس وإرشادهم إلی الحق بخطبه ونصائحه المفیدة في شتی المجالات منها صلاة العیدین.

وأخیرا وافت المنیة هذا العالم الجلیل سنة 1413 بعد عمر یناهز 96 عاما ویمکننا أن نلخص ثمرة جهوده في مجال العلم في الآثار التالیة:

الصوم في الإسلام (کتاب صغیر).

العقائد الإسلامیة.

قواعد الصلاة (کتاب صغیر).

الشخین والصهرین.

بدعة صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة.

إن کتابي الشیخین والصهرین قد أعید طبعهما لعدة مرات ولا یزال مجتمعنا بحاجة إلیهما وقد تم ترجمتهما بللغة العربیة.