ضرورة الحفاظ على الحساسية تجاه الظلم
الكاتب: حیدر غلامي
في العام الثاني من العدوان الصهيوني المستمر على غزة، يستذكر الكاتب الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، مؤكداً على طابعها الإبادي والدعم المباشر وغير المباشر للقوى الغربية وبعض الحكومات العربية. وفي معرض إشارته إلى الإحصائيات المروعة للشهداء والجرحى والمفقودين - معظمهم من النساء والأطفال - واستخدام العدو التجویع كسلاح لاإنساني، يُحذر الكاتب من أن تكرار هذه المآسي واستمرارها لا ينبغي أن يُسهّل الظلم ويُقلل من حساسية الإنسان الأخلاقية والإنسانية. ويؤكد الكاتب على المسؤولية الإنسانیة والإسلامیة تجاه هذه الجرائم، ويرى أن سبل الرد الفعال تتمثل في التنوير بشأن القضية الفلسطينية، وتقديم المساعدات الإنسانية وإقامة صلاة الغائب علی الشهداء والدعاء من أجل استقرار الشعب الفلسطيني ونصره. ويختتم النص بالدعاء من أجل معرفة الحق واجتناب الباطل وإنقاذ المظلومين من شرور الظالمين.
يُصادف یوم الغد الثلاثاء 7 أکتوبر 2025 الذكرى الثانية لعدوان النظام الصهيوني على غزة، وإبادة الشعب الفلسطيني المظلوم؛ وهذه الإبادة التي بدأت بدعم وتعاون تام من الولايات المتحدة والقوى الغربية وبموافقة ودعم من بعض الدول العربية خلف الكواليس، لا تزال مستمرة أمام أعين العالم بعنفٍ وكمسرحيةٍ دراميةٍ تُقشعر لها الأبدان.
وخلال هذه الفترة، هوجمت غزة بشتى أنواع الأسلحة الغربية المتطورة، المحظورة وغير المحظورة، برًا وجوًا وبحرًا وليلًا ونهارًا، بوحشيةٍ غير مسبوقة. وخلال هذين العامين، بالإضافة إلى هدم غزة وتحويلها إلى أنقاض، استشهد أكثر من 67 ألفًا من أبنائها الأحرار والمظلومين، وجُرح 170 ألفًا، وفُقد أكثر من 10 آلاف، معظمهم من النساء والأطفال.
ولم يكتفِ الجزارون المغتصبون بهذا، بل استخدموا التجویع كسلاحٍ لا إنساني ضد هؤلاء النازحين المعذبين؛ فحتى الآن، 459 شخصًا (منهم 154 طفلًا) لقوا حتفهم بسبب الجوع وسوء التغذية؛ واستشهد أكثر من 2000 شخص بوابلٍ من الرصاص وهم ينتظرون في الطابور للحصول على لقمة خبز.
وهناك نقطةٌ جديرةٌ بالملاحظة، يجهلها الكثيرون، وهي أن هؤلاء الشهداء ليسوا مجرد إحصائيات؛ بل كان لهم جميعًا عائلاتٌ وأقاربٌ وحياةٌ وآلافٌ من الآمال والأحلام. فلنكن يقظين حتى لا يُقلل استمرار هذه الجريمة والإبادة الجماعية وإطالة أمدها، وكذلك عجزنا عن مواجهة الظالم، من حساسيتنا ونفورنا من الظلم والقهر ولا نعتبره أمرًا طبيعيًا.
وباعتبارنا بشرٍاً ومسلمين علینا ألا نقف غير مبالين بهذه الإبادة الجماعية غير المسبوقة في غزة؛ والآن وقد سُدّ طريق النضال، يُمكننا بالإضافة إلى التعبير عن الاشمئزاز والإدانة أن نردّ على "جرائم الحرب" و"الجرائم ضد الإنسانية" التي يرتكبها مُدّعي حقوق الإنسان والديمقراطية، قدر الإمكان، بالطرق التالية:
1- التنوير بشأن القضية الفلسطينية
2- إرسال المساعدات المادية والإنسانية لهم
3- صلاة الغائب علی شهداء فلسطين
4- الدعاء من أعماق قلوبنا لصمودهم ونصرهم.
ربنا أرنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
ربنا علّم شعبنا الفطنة والحكمة وسبیل العيش، ليُغيّر مصيره بالتدبير والتفکیر.
اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ فادفع شرورهم عنا وعن شعب فلسطين المُضطهد خاصةً.

الآراء