تفاصيل كلمة الأمين العام للجماعة في افتتاح دورة تدريبية لتمكين المدراء التنفيذيين في سيستان وبلوشستان
أكد الأستاذ عبد الرحمن بيراني، الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح، على التمسك بتعاليم الدين، وإحياء مبدأ الشورى، وضرورة التخطيط بما يتوافق مع متغيرات العصر، وذلك خلال افتتاح دورة تدريبية للمدراء التنفيذيين في سيستان وبلوشستان.
تفاصیل کلمة الأستاذ عبد الرحمن بيراني، الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح، هي كما يلي:
ٱلْـحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی خَلَقَ فَسَوّى وَٱلَّذِی قَدَّرَ فَهَدَى، وَٱلَّذِی جَعَلَ جَزَاءَ ٱلَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتِ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلًا
وَصَلَّى ٱللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَکَ عَلَى نَبِیِّنَا وَحَبِیبِنَا قُرَّةَ أَعْیُنِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى سَائِرِ ٱلأَنْبِیَاءِ وَٱلْمُرْسَلِینَ، وَٱلصَّحَابَةِ، وَٱلتَّابِعِینَ، وَمَنْ سَارَ عَلَى رَبِّهِمْ إِلَى یَوْمِ ٱلدِّینِ
ٱللَّهُمَّ ٱنْصُرِ ٱلْإِسْلَامَ وَٱلْمُسْلِمِینَ
ٱللَّهُمَّ أَعِزَّ ٱلْإِسْلَامَ وَٱلْمُسْلِمِینَ
ٱللَّهُمَّ ٱنْصُرْهُمْ فِی کُلِّ مَکَانٍ، تَحْتَ کُلِّ سَمَاءٍ وَفَوْقَ کُلِّ أَرْضٍ
ٱللَّهُمَّ ٱنْصُرْ إِخْوَانَنَا وَأَخَوَاتِنَا فِی فِلَسْطِینَ وَفِی غَزَّةَ ٱلْعِزَّةِ وَٱرْحَمْ شُهَدَاءَهُمْ وَٱشْفِ مَرْضَاهُمْ
ٱللَّهُمَّ ٱفْتَحْ عَلَیْهِمْ أَبْوَابَ رَحْمَتِکَ، حَیْثُ ٱلأَبْوَابُ مُغْلَقَةٌ عَلَیْهِمْ، وَأَبْوَابُ ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ مُغْلَقَةٌ عَلَیْهِمْ، یَا مَنْ بِیَدِهِ مَلَکُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ
ٱللَّهُمَّ ٱرْحَمْهُمْ وَٱنْصُرْهُمْ، وَکُنْ عَوْناً لَهُمْ یَا رَبَّ ٱلْعَالَمِینَ
وَٱلسَّلَامُ عَلَیْکُمْ وَرَحْمَةُ ٱللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ
نحمده سبحانه وتعالی ونركع أمامه خاشعین ونستبشر بتزامن هذا التجمع المبارك مع الثاني عشر من ربيع الأول، والذكرى الألف والخمسمائة لمولد نبي النور والرحمة. نسأل الله تعالى أن يجعل هذا التجمع الإيماني مصحوبا بحضور الملائكة، ونزولً النور والرحمة، وأن يمنّ عليكم، أيها الأحبة والأسر الکریمة دوام الصحة والعافية، والتوفيق في العبادة والخدمة لدين الله والشعب والوطن وأن يرزقكم الفخر والنجاح والخاتمة الطيبة.
إنه لمن دواعي سروري أن منّ الله عليّ بالتواجد ولو افتراضیاً في هذا التجمع الإيماني؛ أبدأ کلمتي بإلهام من الآية 43 من سورة الزخرف المباركة؛ حيث يخاطب الله تعالى النبي وأتباعه: "فَاسْتَمْسِکْ بِالَّذِی أُوحِیَ إِلَیْکَ ۖ إِنَّکَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِیمٍ"
في هذه الآية، يُثبّت الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم أولاً على حقيقة الإسلام ثم يدعو أتباعه، وخاصة العلماء والمفكرين والدعاة، إلى التمسك بالمیراث النبوي الشریف ونصائح الله تعالی الهادية.
إخوتي وأخواتي الأعزاء! في منطقة سيستان وبلوشستان المجيدة، أنتم تعلمون جيداً أن الدين، بناءً على الرؤية التوحيدية، يضع الإنسان خليفةً لربه في مركز الکون، ولكي يتمكن من أداء واجبه ورسالته الإلهية على أكمل وجه، جعله الله تعالى مهيمناً على الکون بالقوة أو جعل الکون خاضعاً له.
إن السماوات والأرض وكل ما في الکون قد سخرها الله للإنسان فيحتاج هذا الإنسان إلى التعليم والتدريب والتمكين وتنمية المواهب واكتساب المعرفة والخبرة ليرقى إلى مستوى هذه المسؤولية السامية، وهذه الرسالة الإلهية، وهذه الأمانة الجليلة، وليكون قادرًا وناجحًا في تنظيم مسار حياته وحياة الآخرين في ضوء تعاليم الدين السامية، ملتزمًا بمعايير العدل الإلهي على الصراط المستقيم، وعلى طريق السعادة والرفاه في الدنيا والنجاة والعاقبة الحسنة في الآخرة، وليعطي معنى للحياة. ولا شك أن العيش وفق مبادئ الدين وثوابته یجلب بالطمأنينة والأمن.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن جماعة الدعوة والإصلاح، ولله الحمد، قد حددت رسالتها النبیلة تتجاوز الانتماءات العرقية والدينية، وتتجه نحو المجتمع، وتستند قدر الإمكان إلى قضايا وأولويات مجتمعها المستهدف. لأننا نؤمن إيمانًا راسخًا بأن العمل من أجل الدين والشعب والوطن بإخلاص تتبلور في العطاء وتقديم الخدمات دون منة أو جزاء أو مكافأة؛ كما قال الله تعالى على لسان نبيه صالح عليه السلام: "وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِي إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ".
ثانيًا: انطلاقًا من تعاليم دين الإسلام الحنيف، تندرج خدمات وأنشطة الجماعة في إطار مبدأ الشوری، وقد وضعنا نصب أعيننا هذا الأصل القرآني: "وأمرهم شورى بينهم".
لقد استمدت الجماعة رسالتها وأهدافها وسياساتها واستراتيجياتها من مبدأ الحكمة الجماعية ومبدأ الشورى وهذا المبدأ هادٍ ومطمئن. وبطبيعة الحال، هناك فرق كبير بين أن تتخذ جماعة قراراتها بنفسها، مستعينةً بالحكمة الجماعية ودراساتٍ مستفيضةٍ بقدر استطاعتها، وبين أن يقوم شخص واحد فقط بتعيين المهام للآخرين. إنه لشرفٌ عظيمٌ لنا أن نُحيي مبدأ الشورى والحكمة الجماعية ونلتزم به، وهو أمرٌ مُطمئنٌ ومُرشدٌ للغاية.
ثالثًا: إن وجود أهدافٍ إسلاميةٍ وإنسانيةٍ ساميةٍ تتجاوز المصالحَ والغاياتِ الدنيوية، وتتسق مع الشعورِ بمسؤوليةِ أداءِ الأمانة، والثقةِ الذاتيةِ الفرديةِ والجماعية، والرضا التامِّ بقدرةِ الجماعةِ وكفاءتِها على الوفاء بهذه المسؤولية بطريقة معقولة واليقينِ باحتياجاتِ مجتمعنا المستهدف، والأثرِ والدورِ الإيجابيِین في تحسينِ الوضع، من العواملِ والوسائلِ الأساسيةِ لنجاحِ العملِ الجماعي.
وفي الختام أرى من الضروري أن أذكر أمرين أساسيين:
١- بناءً على توصيات دين الإسلام، فإن تحقيق التوازن في الحياة والحفاظ عليه في التعامل مع الأسرة والمجتمع وکل من له علاقة معنا أمرٌ بالغ الأهمية. ومن المناسب احترام حقوق الأشخاص وحریاتهم وكلما احترمنا حقوق بعضنا البعض وحدود حريات بعضنا البعض، زاد نجاحنا. وعلى وجه الخصوص، ينبغي أن يسود جوَ الأسرة الحب والاحترام، وتوقیر الوالدين من قبل الأبناء ، واحترام الوالدين للأبناء، واحترام أفراد الأسرة بعضهم لبعض.
يجب أن يشعر جميع أفراد الأسرة بالاحترام الكافي، ویشعروا أن حقوقهم ومكانتهم مصانة. يجب أن ننظم العلاقات بناءً على مبادئ الإسلام الحنيف، بعيدًا عن الإکراه والإذلال والظلم والقهر تجاه الأفراد والأعضاء، سواءً أفراد الأسرة أو أعضاء المجموعة التي ننتمي إليها أو المجتمع الذي نعیش فیه، لأننا نؤمن بأن الجماعة هو عائلتنا الثانية والكبيرة، والمجتمع هو عائلتنا الكبرى. لذلك، فإن الأشخاص المتعلمين تعليماً جيداً في هذه الأسرة الصغيرة، والذين يلتزمون بحدود حريات بعضهم البعض ويحترمون بعضهم البعض، سيكون لهم بالتأكيد حضورٌ نموذجي في المجتمع. إن صحة نفس الفرد وعقله، لها تأثير مباشر في الأسرة والجماعة وفي نهایة المطاف في المجتمع.
2- عصرنا هو عصر التطورات الكبيرة والسريعة والمتواصلة، وهو أيضاً عصر المشاكل والتهديدات الكبيرة، وفي الوقت نفسه عصر الفرص والإمكانيات والقدرات الوفيرة. لذلك، من المناسب أن نترك المجال للأنشطة العادية والتقليدية ذات التخطيط الدقيق والأهداف والاستراتيجيات المتخصصة.
أتمنى لكم التوفيق والنجاح، واعتزازاً وفخراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الآراء