التقرير الكامل لكلمة الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح في الاجتماع الأول لمسؤولي العلاقات العامة
في اللقاء الأول لمسؤولي العلاقات العامة في جماعة الدعوة والإصلاح الذي عقد في 15 مايو 2025 هـ، قام الأستاذ بيراني الأمين العام للجماعة بتحليل الأوضاع الإقليمية والمحلية، وأكد على ضرورة التماسك والديناميكية التنظيمية والاهتمام الجاد بالمسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتق الناشطين في مجال العلاقات العامة.
بدأ الأستاذ عبد الرحمن بيراني الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح كلمته بالإشارة إلى الآية الكريمة: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) (البقرة: 143)، معرباً عن أمله في أن تكون هذه اللقاءات وكل التجمعات التي تقام لخدمة دين الله وعباده مصدر نور ورحمة، ومرضاة لله تعالی، وأن يترتب عليها الأجر والثواب يوم القيامة.
وتابع بالإشارة إلى التطورات الإقليمية الأخيرة، قائلاً: "نعقد هذا الاجتماع في ظل تطورات متسارعة وهامة يشهدها العالم الإسلامي ومنطقة الشرق الأوسط. وتشمل هذه التطورات استمرار الحرب غير المتكافئة التي يشنها الكيان الإسرائيلي الغاصب على الشعب المناضل الشريف في فلسطين وغزة، والتطورات المتسارعة والمصيرية في سوريا بعد الحرب وما نتج عنها من سفك دماء ودمار كبير، بالإضافة إلى رسالة وقف إطلاق النار والسلام المهمة من حزب العمال الكردستاني التركي بعد سنوات من الحرب والصراع مع الحكومات آنذاك، والقضية المهمة المتمثلة في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بعد التقلبات وفرض العقوبات والضغوط غير المبررة على الشعب الإيراني النبيل".
وأضاف: "إن بلادنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى بذل جهود المسؤولین لإدارة هذه المفاوضات المهمة والمصيرية بحكمة وذكاء، بحيث يتم حماية مصالح وحقوق الشعب الإيراني العظيم من جهة، ومنع تكثيف العقوبات القاسية والحرب والصراع المحتمل في المنطقة من جهة أخرى". "ومن المناسب بشكل خاص ألا ندخر أي جهد لحل المشاكل وتلبية الاحتياجات الأساسية لمواطنينا، وتقليل آلامهم ومعاناتهم، وتوفير أكبر قدر ممكن من مجالات الهدوء والسلام لهذه الشعب العظيم النبيل".
وقال الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح في تصريحه بشأن القضية الفلسطينية: "نسأل الله تعالى النصر والنجاة للشعب الفلسطيني المناضل من هذه الحرب الإبادة الجماعية القاسية وغير المتكافئة والمتواصلة".
كما تمنى للشعب السوري المسلم المظلوم أن يمنحه الله تعالى السلام والراحة والأمن بعد سنوات من المعاناة والدمار.
وأشار الأستاذ بيراني في جانب آخر إلى دور قيادة حزب العمال الكردستاني في تركيا قائلاً: "إن اتخاذ قيادة الحزب لمثل هذا القرار المهم والمصيري وتمکین الأعضاء وامتثالهم له أمر جدير بالثناء والاستحسان، وفي الوقت نفسه يظهر التماسك التنظيمي والنضج الفكري". "نأمل أن يفتح هذا التطور الكبير فصلاً جديداً من التضامن وإقامة تفاعل بناء مع حكومتهم".
دور العلاقات العامة: مسؤولية جادة ومؤثرة
وفي إشارة إلى واجبات العلاقات العامة داخل الجماعة، صرح الأستاذ بيراني: "يجب على العلاقات العامة أن تنقل معتقدات وقيم وسياسات الجماعة إلى الأعضاء والأتباع بشكل فني وذكي وإدارة الاتصالات داخل المنظمة من خلال تعزيز التماسك والوحدة والتعاطف".
وأكد أن هذه المسؤولية الجسيمة تتطلب فهماً دقيقاً وإدراكاً للمجتمع المستهدف وفهماً لأولويات الناس.
وأضاف: "يجب أن نتخذ خطوات جادة لتمكين أطفالنا وشبابنا الأعزاء، وتعزيز قدرات الأفراد مع مراعاة المكانة الرفيعة للخبرة في الدين الإسلامي الحنيف، وخاصة في مسألة "الدعوة إلى الله". "لأن مهمتنا الأساسية هي السعي لتحقيق الرخاء، وتخفيف الألم، والاستجابة لاحتياجات أعضائنا وغيرهم من المواطنين."
التركيز على الاجتهاد المعاصر
وأشار الأمین العام إلى أهمية إعادة قراءة النصوص الدينية والاجتهاد الحديث، قائلاً: "لا ينبغي لنا أن نكتفي بالنتاج الفكري والتراث والأدب القديم فقط، لأن الدين الإسلامي الحنيف جاء خاتماً للأديان ليهدي ويستجيب للمجتمع الإنساني في كل زمان ومكان، ويستجيب للاحتياجات الجديدة". على سبيل المثال، إذا كان نص من القرآن الكريم قد نزل في عهد النبي الأخير (صلى الله عليه وسلم) لحل مشكلة، فهو قادر أيضاً على حل نفس المشكلة اليوم، وفقاً للوقت والظروف المحددة. "هذا هو المعنى الشامل، والخلود، والدوام للدين الإسلامي المبین."
وفي هذا الصدد، أكد قائلاً: "لم يعتبر أيٌّ من شيوخنا أنفسهم معصومين من الخطأ، ولذلك فإنّ النتاج الفكري والإرث الفكري لهؤلاء الشيوخ واجتهادهم القيّم، الذي ركّز في كثير من الأحيان على العصر والظروف السائدة في مجتمعاتهم، لا يفي بالمتطلبات والقضايا المستجدة للمجتمعات البشرية المختلفة والمتنوعة، كما جاء في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة إلى يوم القيامة. ومع ذلك، فإننا نحن المسلمين نحترمهم دائمًا كقادة عظماء وخدمة للدين، ونعتبرهم قدوة لنا في سبيل الله".
دعوة للثقة بالنفس
وفي ختام كلمته أكد الأستاذ بيراني على ضرورة الثقة بالنفس لدى أعضاء الجماعة، قائلاً: "الثقة بالنفس من شروط النجاح، وهذه الإمكانية موجودة لدى الجماعة". يتكون المجتمع من أشخاص صادقين ومخلصين قادرين على لعب دور فعال في بناء مستقبل أفضل مستلهمين التعاليم السامية للدين الإسلامي المستنير، ملتزمين بالقيم الأخلاقية العالية والسياسات الحكيمة للجماعة المبنية على الحكمة الجماعية والوئام والتعاطف، فإنهم يتكاتفون ويستجيبون لآلام واحتياجات مواطنيهم بأفضل طريقة ممكنة.
وفي الختام دعا جميع الناشطين في مجال العلاقات العامة إلى مساعدة الجماعة من خلال الفهم الصحيح للمجتمع وتحمل المسؤولية والمشاركة في خدمة دين الله وعباده.

الآراء