نص رسالة الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح کمل یلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
حلّ عيد الأضحى بنفحاته المبارکة مرة أخری تجسيدًا للتضحية والعبودية والإخلاص، ليهدي النفوس المتلهفة على خطى بطل التوحيد نحو مدرسة العبودية. وهذا اليوم العظيم لا يُذكرنا بإخلاص إبراهيم وصبر هاجر وتضحية إسماعيل فقط، بل يرمز أيضًا إلى التحرر من تعلقات الدنيا وتجاوز النفس الأمارة والاستسلام لأمر الله تعالی.
ببالغ الأسف، ومع حلول عيد الأضحى المبارك، تكابد الأمة الإسلامية تحدياتٍ مؤسفة وانقساماتٍ داخلية وقمعًا سافرًا من الأعداء الغاصبين. وفي ظلّ فتنٍ مدمرة، يُضحّي بعض الحكام بالأوطان في سبيل أطماعهم الشخصية وأفكارهم الانعزالية غير مكترثين بقيم التوحيد السامية. وقع العديد من الشباب الذين يُفترض أن يكونوا رأس مال لبناء بلدهم، في أزماتٍ مفروضة، وأُحرقت فرصهم في نار الظلم والاستبداد والاستعمار. ومع ذلك واستلهاما من الآيات القرآنیة، لا يتلاشى أملُ الساعين إلى العدالة أبدًا؛ فقد أثبت التاريخ أنه كلما لجأت الأمم إلى الوحدة والبصيرة والعبودية الحقيقية، تحررت من أصعب الأزمات. إن عيد الأضحى يدعونا للتضحية ليس بأموالنا فقط، بل أيضاً بأنانيتنا وانقساماتنا وضعفنا والسير على طريق طلب العدل وخدمة دين الله وعباده، وخاصة المستضعفين.
ومع حجاج بيت الله الحرام، نتوجه بصدقٍ إلى الله الرحمن الرحيم، ونسأله أن يشفي آلام الشعوب الإسلامية ومعاناتها ، وأن يفتح أبواب رحمته علی المظلومين والمضطهدين.
مرة أخری أزف أحلی التهاني وأجمل التبريكات بمناسبة عيد الأضحى المبارك إلی جميع أبناء الشعب الإيراني النبيل وسائر الشعوب الإسلامية، وخاصةً أعضاء جماعة دعوة الإصلاح الكرام سائلاً العلي القدير أن يتقبل تضحياتنا، وأن يُثبّت أقدامنا على درب النمو والعدل والتضامن، وأن يهدي المجتمعات الإنسانية إلى مستقبلٍ مشرقٍ ملؤه الكرامة والعزة وما ذلک علی الله بعزیز.
د. عبد الرحمن بيراني
الأمين العام لجماعة دعوة الإصلاح
عيد الأضحى 1446


الآراء